وهذا التزامٌ من العبدِ بعبوديةِ ربهِ، وطلبٌ من ربهِ أنْ يعينَهُ على القيام بذلكَ، وبذلكَ يتوسلُ إلى السعادةِ الأبديةِ، والنجاةِ من جميعِ الشرورِ، فلا سبيلَ لذلكَ إلَّا بالقيامِ بعبادةِ اللهِ والاستعانةِ بهِ؛ وعُلِمَ بذلكَ شدةُ افتقارِ العبدِ لعبادةِ اللهِ والاستعانةِ بهِ.
* ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾: أي: دُلَّنا وأَرْشِدْنا ووفِّقْنا للعلمِ بالحقِّ والعملِ بهِ، الذي هوَ الصراطُ المستقيمُ المعتدلُ، الموصلُ إلى اللهِ وإلى جنتهِ وكرامتهِ، وهذا يشملُ:
* الهدايةَ إلى الصراطِ، وهيَ: التوفيقُ للزومِ دينِ الإسلامِ، وتركِ ما سواهُ من الأديانِ الباطلةِ.
* ويشملُ الهدايةَ في الصراطِ وقتَ سلوكهِ علمًا وعملًا.
فهذا الدعاءُ من أجمعِ الأدعيةِ وأنفعِها للعبدِ؛ ولهذا أوجبَهُ اللهُ ويسرَهُ.
* وهذا الصراطُ هو طريق و ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بالنعمةِ التامةِ المتصلةِ بالسعادةِ الأبديةِ، وهم الأنبياءُ والصديقونَ والشهداءُ والصالحونَ.