للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ومنها: أنَّ سليمانَ قدَّمَ محبةَ اللهِ على محبةِ كلِّ شيءٍ، وأتلفَ الخيلَ التي ألهتْهُ عن ذكرِ ربهِ حتى توارتِ الشمسُ بالحجابِ.

* ومنها: أنَّ كلَّ ما أشغَلَ العبدَ عن طاعةِ مولاهُ فهوَ مشؤومٌ؛ فليفارِقْهُ، وليقبِلْ على ما هوَ أنفعُ لهُ.

* ومنها: أنهُ يُؤخذُ من أنَّ سليمانَ لما أتلفَ الخيلَ الجيادَ التي ألهتْهُ عن طاعةِ اللهِ سخَّرَ اللهُ لهُ الريحَ والشياطينَ: أنَّ مَنْ ترَكَ شيئًا للهِ عوضَهُ اللهُ خيرًا منهُ (١).

* ومنها: أنَّ تسخيرَ الشياطينِ، وتسخيرَ الريحِ على الوجهِ الذي سُخرَتْ لسليمانَ؛ لا تكونُ لأحدٍ بعدَ سليمانَ؛ ولهذا لما رأى النبيُّ أنْ يأخذَ الشيطانَ الذي تفلَّتَ عليهِ ليلةً فيربطُهُ في ساريةٍ المسجدِ، قالَ: «ذكرتُ دعوةَ أخي سليمانَ فتركتُهُ» (٢).

* ومنها: أنَّ سليمانَ كان ملكًا نبيًّا، مباحٌ لهُ أنْ يفعلَ ما يريدُ، ولكنهُ لكمالهِ لا يريدُ إلا الخيرَ والعدلَ، وهذا بخلافِ النبيِّ العبدِ، فإنهُ لا يكونُ لهُ إرادةٌ مستقلةٌ، بلْ إرادتُهُ تابعةٌ لمرادِ اللهِ منهُ، فلا يفعلُ ولا يتركُ إلا تبعًا للأمرِ، كحالِ نبيِّنا محمدٍ .

* ومنها: أنَّ اللهَ أعطى سليمانَ ملكًا عظيمًا، فيه أمورٌ لا يمكنُ أنْ تدركَ بالأسبابِ، وإنما هيَ من تقديرِ الملكِ الوهابِ:


(١) كما جاء في حديث النبي : «إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله إلا أعطاك الله خيرًا منه» (مسند أحمد: ٣٤/ ٣٤٢ رقم ٢٠٧٣٨).
(٢) البخاري (٣٤٢٣)، ومسلم (٥٤١)، بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>