وقدْ وعَدَ من نفسهِ الصبرَ الجميلَ، ولا ريبَ أنهُ وفَّى بما وعَدَ بهِ، ولا يُنافِي ذلكَ قولُهُ: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٦]؛ فإنَّ الشكوَى إلى اللهِ لا تُنافِي الصبرَ، وإنما الذي ينافيهِ الشكوَى إلى المخلوقينَ.
ولا ريبَ أنَّ اللهَ رفعَهُ بهذهِ المحنةِ درجاتٍ عاليةً ومقاماتٍ ساميةً، لا تُنالُ إلا بمثلِ هذهِ الأمورِ.