وأما مضاعفةُ العملِ أكثرُ من ذلكَ فلهُ أسبابٌ: إما متعلقةٌ بنفسِ العاملِ، أو بالعملِ ومزيتهِ، أو نتائجهِ وثمراتهِ، أو بزمانهِ أو مكانهِ:
• فمنْ أعظمِ أسبابِ مضاعفةِ العملِ: إذا حقَّقَ العبدُ في عملهِ الإخلاصَ للمعبودِ، والمتابعةَ للرسولِ، فمضاعفةُ الأعمالِ تبعٌ لما يقومُ بقلبِ العاملِ من قوةِ الإخلاصِ وقوةِ الإيمانِ.
• وكذلكَ من الأسبابِ: إذا كانَ العملُ ناشئًا عن عقيدةٍ صحيحةٍ سلفيةٍ خالصةٍ، متلقاةٍ من الكتابِ والسنةِ، فهذا العبدُ يكونُ اليسيرُ من عملهِ أبرَكَ من الكثيرِ مِنْ عملِ مَنْ ليسَ كذلكَ.
• ومن ذلكَ: تركُ ما تهواهُ النفوسُ من الفواحشِ، معَ قوةِ الداعِي إليها؛ لبرهانِ الإيمانِ والتوكلِ والإخلاصِ.
• ومن أسبابِ المضاعفةِ: أنْ يكونَ العملُ فيه نفعٌ للمسلمينَ وغناءٌ، وذلكَ كالجهادِ في سبيلِ اللهِ: الجهادِ بالحجةِ والبرهانِ، وبالسيفِ والسنانِ، كما قالَ تعالى في نفقاتِ أهلِ هذا الصنفِ: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١)﴾ [البقرة: ٢٦١].
ويدخلُ في هذا: سلوكُ طريقِ التعليمِ والتعلمِ للعلومِ الشرعيةِ وما يعينُ عليها، وفي الحديثِ:«مَنْ سلَكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهلَ اللهُ لهُ طريقًا إلى الجنةِ»(١).
• ومن ذلكَ: العملُ والسعيُ في المشاريعِ الخيريةِ التي ينتفعُ بها المسلمونَ في دينِهم ودنياهم، ويتسلسلُ نفعُها.