للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• ومن ذلكَ: العملُ الذي إذا عملَهُ العبدُ كثرَ مشاركوهُ والمقتدونَ بهِ فيه.

• ومن ذلكَ: إذا كان العملُ لهُ وقعٌ عظيمٌ ونفعٌ كبيرٌ، كإنجاءِ المضطرينَ، وكشفِ كرباتِ المكروبينَ، فكم مِنْ عملٍ من هذا النوعِ هدمَ اللهُ بهِ ذنوبَ العبدِ كلَّها، وأوصلَهُ بهِ إلى رضوانهِ، وقصةُ البَغِيِّ التي سقَتِ الكلبَ الذي كادَ يموتُ من العطشِ شاهدةٌ بذلكَ.

• ومن ذلكَ: علوُّ مقامِ العاملِ عندَ اللهِ، ورفعةُ درجتهِ، كما قالَ تعالى: ﴿يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ﴾ [الأحزاب: ٣٢]، وقولهُ قبلَها: ﴿وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ﴾ [الأحزاب: ٣١].

• ومن ذلكَ: الصدقةُ من كسبٍ طيبٍ، وقوةِ إخلاصٍ.

• ومن ذلكَ: العملُ الواقعُ في زمانٍ فاضلٍ، أو مكانٍ فاضلٍ.

• ومنِ أهمَّ وأعظمِ ما يضاعفُ بهِ العملُ: تحقيقُ مقامِ الإحسانِ في القيامِ بعبوديةِ اللهِ، وفي الحديثِ: «ليسَ لكَ مِنْ صلاتِكَ إلا ما عقلتَ منها» (١)، فالصلاةُ والقراءةُ والذكرُ وغيرُها من العباداتِ، إذا كانتْ بقوةِ حضورِ قلبٍ وإيمانٍ كاملٍ فلا ريبَ أنَّ بينَها وبينَ عبادةِ الغافلِ درجاتٍ تنقطعُ دونَها أعناقُ المطيِّ.

وأسبابَ مضاعفةِ الثوابِ كثيرةٌ، ولكنْ نبهْنَا على أصولِها.

ومما هوَ كالمتفقِ عليهِ بينَ العلماءِ الربانيينَ: أنَّ الاتصافَ في جميعِ الأوقاتِ بقوةِ الإخلاصِ للهِ، والنصحِ لعبادِ اللهِ، ومحبةِ الخيرِ للمسلمينَ، معَ اللَّهَج بذكرِ اللهِ - لا يلحقُها شيءٌ من الأعمالِ، وأهلُها سابقونَ لكلِّ فضيلةٍ وأجرٍ وثوابٍ، وبقيةُ الأعمالِ تبعٌ لها، فأهلُ


(١) لم أقف عليه مرفوعًا للنبي . وعند أبي داود في سننه (٧٩٦) مرفوعًا: «إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها».

<<  <  ج: ص:  >  >>