للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

١٤ - ﴿وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (١٩) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠)[الأنبياء: ١٩ - ٢٠].

* الإيمانُ بالملائكةِ أحدُ أصولِ الإيمانِ، ولا يتمُّ الإيمانُ باللهِ وكتبهِ ورسلهِ إلا بالإيمانِ بالملائكةِ، وقدْ وصفَهم اللهُ بأكملِ الصفاتِ، وأنهم في غايةِ القوةِ على عبادةِ اللهِ، والرغبةِ العظيمةِ فيها، وأنهم ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠)﴾، وأنهم ﴿لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ﴾، بلْ يرونَها من أعظمِ نعمهِ عليهم، وأنهم ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: ٦].

* ففي هذا: بيانُ كمالِ محبتِهم لربِّهم، وقوةُ إنابتِهم إليهِ، ونشاطُهم التامُّ في طاعتهِ، وأنهم لا يعصونَهُ طرفةَ عينٍ، وهم الوسائطُ بينَهُ وبينَ رسلهِ، وخصوصًا جبريلَ أفضلَهم وأعظمَهم وأقواهم وأرفعَهم عندَ اللهِ منزلةً؛ فإنهُ ذو قوةٍ ﴿عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١)[التكوير: ٢٠ - ٢١]، ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤)[التكوير: ٢٤]، ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤)[الشعراء: ١٩٢ - ١٩٤].

* وكما أنهم الوسائطُ بينَهُ وبينَ عبادهِ في تبليغِ الوحيِ والشرائعِ إلى الأنبياءِ، فهم الوسائطُ في التدبيراتِ القدريةِ؛ فإنَّ اللهَ وصفَهم بأنهم: ﴿المُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾ [النازعات: ٥]، فكلُّ طائفةٍ منهم قدْ وَكَّلَهُ على عملٍ هوَ قائمٌ بهِ بإذنِ اللهِ:

* فمنهم الموكَّلونَ بالغيثِ والنباتِ.

* والموكَّلونَ بحفظِ العبادِ مما يضرُّهم، وبحفظِ أعمالِهم وكتابتِها.

<<  <  ج: ص:  >  >>