للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومَن تعلقَ بالخالقِ دونَ المخلوقِ في كلِّ أحوالهِ حصلتْ لهُ الحياةُ الطيبةُ، والراحةُ الحاضرةُ، والتوحيدُ الكاملُ، كما أنَّ مَنْ عكسَ القضيةَ نقصَ إيمانهُ وتوحيدهُ، وانفتحَتْ عليهِ الهمومُ والغمومُ والحسراتُ.

ولا ريبَ أنَّ هذينِ الأمرينِ (١) تبعٌ لقوةِ الإيمانِ وضعفهِ، وصدقهِ وكذبهِ، وتحققهِ حقيقةً، أو دعواهُ والقلبُ خالٍ منهُ.

* ومنها: أنَّ الإيمانَ يدعُو إلى حسنِ الخلقِ معَ جميعِ طبقاتِ الناسِ، كما قالَ النبيُّ : «أكملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهم خُلقًا» (٢).

وجماعُ حسنِ الخُلقِ:

* أنْ يتحملَ العبدُ الأذَى منهم.

* ويبذلَ إليهم ما استطاعَ مِنْ المعروفِ القوليِّ والبدنيِّ والماليِّ.

* وأنْ يخالقَهم بحسبِ أحوالِهم بما يحبونَ إذا لم يكنْ في ذلكَ محذورٌ شرعيٌّ.

* وأنْ يدفعَ السيئةَ بالتي هيَ أحسنُ.

ولا يقومُ بهذا الأمرِ إلا المؤمنونَ الكُمَّلُ؛ قالَ تعالى: ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥)[فصلت: ٣٥].

وإذا ضعفَ الإيمانُ أو نَقُصَ أو انحرفَ أثَّرَ ذلكَ في أخلاقِ العبدِ انحرافًا بحسبِ بُعْدهِ عن الإيمانِ.


(١) أي: تعلق القلب بالله، والتحرر من رقِّ القلب للمخلوقين.
(٢) الترمذي (١١٦٢)، وأبو داود (٤٦٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>