للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ﴾ [الفرقان: ٦٥] أي: ادفعْهُ عنَّا؛ بالعصمةِ من أسبابهِ، ومغفرةِ ما وقعَ منَّا مما هوَ مقتضٍ للعذابِ، ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ [الفرقان: ٦٥] أي: ملازمًا لأهلِها ملازمةَ الغريمِ لغريمهِ، ﴿إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾ [الفرقان: ٦٦].

وهذا (١) منهم على وجهِ التضرعِ لربِّهم، وبيانِ شدةِ حاجتِهم إليهِ، وأنهُ ليسَ في طاقتِهم احتمالُ هذا العذابِ، وليتذكَّرُوا منَّةَ اللهِ عليهم؛ فإنَّ صرفَ الشدةِ يَعْظمُ وقعهُ بحسبِ شدتِها وفظاعتِها.

* ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا﴾ [الفرقان: ٦٧] أي: النفقاتِ الواجبةَ والمستحبةَ، ﴿لَمْ يُسْرِفُوا﴾ أي: يزيدُوا على الحدِّ؛ فيدخلُوا في قسمِ التبذيرِ وإهمالِ الحقوقِ الواجبةِ، ﴿وَلَمْ يَقْتُرُوا﴾ فيدخلُوا في بابِ الشحِّ والبخلِ، وكان إنفاقُهم بين الإسرافِ والتقتيرِ، ﴿قَوَامًا﴾ تقومُ بهِ الأحوالُ، فإنهم يبذلونَ في الواجباتِ من الزكواتِ والكفاراتِ والنفقاتِ الواجبةِ، وفيما ينبغِي من الأمورِ النافعةِ على المحتاجينَ، وفي المشاريعِ الخيريةِ، وفي الأمورِ الضروريةِ والكماليةِ الدينيةِ والدنيويةِ، مِنْ غيرِ ضررٍ ولا إضرارٍ؛ وهذا من اقتصادِهم وعقلِهم وحسنِ تدبيرِهم.

* ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ [الفرقان: ٦٨] لا دعاءَ عبادةٍ، ولا دعاءَ مسألةٍ، بلْ يعبدونَهُ وحدَهُ مخلصينَ لهُ الدينَ حنفاءَ، مقبلينَ عليهِ، معرضينَ عما سواهُ.


(١) أي: قولهم السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>