للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ﴿وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ﴾ [الفرقان: ٦٨] وهيَ نفسُ المسلمِ والكافرِ المعاهدِ، ﴿إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ كقتلِ النفسِ بالنفسِ، والزَّانِي المحصنِ، والتاركِ لدينهِ المفارقِ للجماعةِ، ﴿وَلَا يَزْنُونَ﴾، ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ﴾ [الفرقان: ٦٨] المذكورَ، مِنْ الشركِ باللهِ وقتلِ النفسِ التي حرَّمَ اللهُ والزِّنى، ﴿يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ﴾ أي: العذابِ، ﴿مُهَانًا﴾.

فالوعيدُ بالخلودِ لمنْ فعلَها كلَّها ثابتٌ في الكتابِ والسنةِ وإجماعِ الأمةِ، وكذلك لمن أشركَ باللهِ، وكذلكَ الوعيدُ بالعذابِ الشديدِ على كلِّ واحدٍ من هذهِ الثلاثةِ؛ لكونِها كلِّها من أكبرِ الكبائرِ.

وأما خلودُ القاتلِ بغيرِ حقٍّ والزَّانِي في العذابِ فقدْ دلَّتْ النصوصُ القرآنيةُ وتواترَتِ الأحاديثُ النبويةُ أنَّ جميعَ المؤمنينَ وإنْ دخلُوا النارَ فسيخرجونَ منها، ولا يخلدُ فيها مؤمنٌ؛ فإنَّ الإيمانَ الكاملَ يمنعُ مِنْ دخولِها، ومطلقُ الإيمانِ ولو مثقالَ ذرةٍ يمنعُ من الخلودِ فيها كما تقدَّمَ.

ونصَّ اللهُ على ثلاثةِ هذهِ الأشياءِ لأنها أكبرُ الكبائرِ، وفسادُها كبيرٌ:

* فالشركُ فيه فسادُ الأديانِ بالكليةِ.

* والقتلُ فيه فسادُ الأبدانِ.

* والزِّنَى فيه فسادُ الأعراضِ.

* ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ﴾ [الفرقان: ٧٠] عن هذهِ المعاصي وغيرِها، بأنْ أقلعَ عنها في الحالِ، وندمَ على فعلِها، وعزمَ عزمًا جازمًا ألَّا يعودَ، ﴿وَآمَنَ﴾ باللهِ إيمانًا صحيحًا يقتضِي فعلَ الواجباتِ، وتركَ المحرماتِ، ﴿وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا﴾ فيدخلُ فيه جميعُ الصالحاتِ من واجبٍ ومستحبٍّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>