* ففي هذهِ الآيةِ الكريمةِ فوائدُ:
* منها: ذكرُ الأوقاتِ الخمسةِ صريحًا؛ ولم يُصرَحْ بها في القرآنِ في غيرِ هذهِ الآيةِ، وأتتْ ظاهرةً في قولهِ: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧)﴾ [الروم: ١٧] الآية.
* وفيها: أنَّ هذهِ المأموراتِ كلَّها فرائضُ؛ لأنَّ الأمرَ بها مقيَّدٌ في أوقاتِها، وهذهِ هيَ الصلواتُ الخمسُ، وقدْ تستتبعُ ما يتبعُها من الرواتبِ ونحوِها.
* ومنها: أنَّ الوقتَ شرطٌ لصحةِ الصلاةِ، وسببٌ لوجوبِها؛ ويُرجَعُ في مقاديرِ الأوقاتِ إلى تقديرِ النبيِّ ﷺ، كما يُرجَعُ إليهِ في تقديرِ ركعاتِ الصلاةِ وسجداتِها وهيئاتِها.
* وفيها: أنَّ العصرَ والظهرَ يُجمعانِ للعذرِ، وكذلكَ المغربُ والعشاءُ؛ لأنَّ اللهَ جمعَ وقتَهما فهو وقتٌ واحدٌ للمعذورِ، ووقتانِ لغيرِ المعذورِ.
* وفيها: فضيلةُ صلاةِ الفجرِ، وفضيلةُ إطالةِ القرآنِ فيها، وأنَّ القراءةَ فيها ركنٌ؛ لأنَّ العبادةَ إذا سُميتْ ببعضِ أجزائِها دلَّ ذلكَ على فضيلتهِ وركنيتهِ، وقدْ عبَّرَ اللهُ عن الصلاةِ بالقراءةِ وبالركوعِ وبالسجودِ وبالقيامِ، وهذهِ كلُّها أركانُها المهمةُ.
* قولهُ: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ﴾ [الإسراء: ٧٩] أي: صلِّ به في أوقاتهِ، ﴿نَافِلَةً لَكَ﴾ أي: لتكونَ صلاةُ الليلِ زيادةً لكَ في علوِّ المقاماتِ، ورفعِ الدرجاتِ، بخلافِ غيرِكَ فإنها تكونُ كفارةً لسيئاتهِ.
ويُحتملُ أنْ يكونَ المعنى: أنَّ الصلواتِ الخمسَ فرضٌ عليكَ وعلى المؤمنينَ، وأمَّا صلاةُ الليلِ فإنها فرضٌ عليكَ وحدَكَ دونَ المؤمنينَ؛ لكرامتِكَ على اللهِ؛ إذْ جعلَ وظيفتَكَ أكثرَ من غيرِكَ، ومَنَّ عليكَ بالقيامِ بها؛ ليكثرَ ثوابُكَ، ويرتفعَ مقامُكَ، وتنالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute