نهض العلماء المسلمون بهذا العلم نهضة كانت له بعثًا جديدًا ترك في أوربا أبعد الأثر فأيقظها وسد الفراغ العلمي فيها.
إن نشاط بني موسى في جمع المخطوطات وترجمتها أحيا من الموت تراث العالم القديم الذي طمره النسيان، والعرب هم الذين بعثوه فعادت إليه الحياة ثانية والعرب هم الذين عرفوا أوربا به.
اشتهر العرب بعبقريتهم الفنية في صناعة الآلات واختراعها، فقد أدركوا معنى ووظيفة الآلات التي جاءهم وصفها وطوروها وزادوا عليها فاخترعوا الجديد منها، وبذلك وضع العرب الأسس لقيام هذه النهضة العلمية الصناعية.
إن نظرتهم الفنية الدقيقة للظواهر الطبيعية التي تجلت في مراصدهم تفوقت بكثير على تلك النتائج التي توصل إليها العالم القديم وسبق العرب غيرهم فنجحوا في القيام بالبحوث العلمية الدقيقة وتجلت عبقريتهم التي لا تحد في الرياضيات والعلوم الأخرى، وكان يستولي على العربي الفرح والسرور عند توفيقه في حل مسألة رياضية أو حسابية، وهذا الاستعداد مكن العرب من خلق فروع جديدة في الرياضيات، كما سبقوا أوربا وأوجدوا الوسائل المختلفة للدراسات الفلكية.