للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المسالك في أوربا]

إن مقدرة ملك قسطيليا وليون على لعبة الشطرنج يعتبرها ابن عمار، صديق المعتمد ووزيره الأول، شيئاً بدها، وذلك بسبب كثرة الاتصالات بين الملوك المسلمين والمسيحيين وجرأة «ألفونس» السادس على اللعب قد اكتسبها من زياراته المتعددة لقصر الكافر العنة الله عليه» (! ! ) إلا أن هزيمته أمام العربي كانت شيئاً طبيعياً، فالعربي ماهر جداً في لعبة الشطرنج العربية وهذا شيء بدهي ومؤكد حتى كان في استطاعته أن يراهن بمملكة إشبيلية، وقد خسر ألفونس السادس ملك قسطيلية وليون اللعبة، وهكذا أنقذت دولة المعتمد مرة أخرى ليس عن طريق السلاح بل بالعقل، وهكذا ترك ابن عمار خيمة العدو وخلفه خدمه يحملون لوح الشطرنج عائداً إلى داره منتصراً.

فقال باحتقار: نصف عربي!

لقد اعتاد الإنسان أن يشاهد عربياً عند الجيران المسيحيين بعد أن أغلق المسيحيون دورهم في وجه العرب في القرن الأول من دخول المسلمين الأندلس، تعصباً منهم ضد العرب والمسلمين لكن لم يمض زمن طويل حتى تغيرت الأوضاع وتلاشى التعصب المسيحي ضد المسلمين؛ وذلك بسبب المنازعات الداخلية واحتياج كل إلى مساعدة خارجية، وإلى من سيلجأ أحدهم إذا ما فقد عرشه واضطر إلى ترك بلاده؟

ومن يساعد ذلك الذي فقد تاجه في سبيل استرداده؟ لذلك اضطر المسيحيون في نهاية الأمر إلى عقد محالفات مع المسلمين. ولا ينسى اليوم الذي نجد فيه السيدة

<<  <   >  >>