للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يقظة أوربا]

كل أوربا تعرف أن شهرة «سالرنو» قد خلدتها، فهي التي شفت المرضى في جميع أصقاع العالم، وهي تستحق أيضًا الشهرة التي نالتها: «إني أعترف بفضل العلم الذي حصلته في جامعة (سالرنو)» هكذا قرر الابن الشاعر ابن الفارس الألماني عام ١١٦٢ م في كولونيا لمستشاره الدولة «رينالد فون دسل»، وكان عمر هذا الشاعر لم يتجاوز الثالثة والعشرين عندما كان سعيدًا بدراسته الطبية وفي مدرسة أطباء «سالرنو» الواقعة على خليج «بستوم» بالرغم من أنه اعتل جسديًا وماليًا عندما عاد إلى الأمير الذي كان يرعاه ويعطف عليه.

لقد عقد هينربش الفقير أمله الأخير على «هرنمان فون آو» وأطباء «سالرنو» في القرن الثاني عشر، وبخاصة بعد أن حاول عبثًا الشفاء في «مونبيلييه»، وسالرنو كانت قبلة قاصدي العلاج في أوربا وغيرها، ولذلك قصدها وليم الفاتح الذي صار فيما بعد ملكًا على إنجلترا طلبًا لعلاج نفسه من جرح أصابه في حرب، كما قصد أطباء سالرنو الذين طبقت شهرتهم الآفاق ابنه الجراف «روبرت» النورماندي استشفاء من الجرح الذي أصابه عند القدس عقب عودته من الحملة الصليبية الأولى عام ١٠٠١ م، وصاحب الجراف النورماندي إلى سالرنو زملاؤه الفرسان الذين عادوا من الأرضي المقدسة.

إن المرضى من مسيحيي أوربا لم يكن أمامهم للاستشفاء إلا سالرنو، فهي الواحة المنيعة الوحيدة وسط ذلك العالم القحل، كما أن جماعة سالرنو كانت هي

<<  <   >  >>