للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة المترجم]

ما فتئ كثيرون من الأوربيين الذين يعنون بنشأة الثقافات يزيفون التاريخ؛ فيجملون القبيح ويشوهون الحقائق مدفوعين بعامل الهوس القومي والجنون الوطني والتعصب الديني، وجاري الغربيين بعض أذنابهم من الشرقيين فأنكروا على العرب فضلهم ونسبوا كل ما بلغه العالم من حضارة ورقي إلى اليونان وذهب هؤلاء الحانقون على العرب بعيدًا، فافترضوا باطلًا وقالوا زورًا وافتروا بهتانًا وادعوا أن العرب من التفاهة والغباء بحيث إن الفضل في تجويدهم للعربية شعرًا ونثرًا يرجع إلى اليهود. وقد تغاضت السيدة الدكتورة «سيجريد هونكه» مؤلفة هذا الكتاب عما صدر عن هؤلاء الشرقيين من أخطاء أو وقعوا فيه من هفوات، وشغلت نفسها بأبناء جنسها من الأوربيين؛ وذلك لأنها كما تقول في مقدمة كتابها:

«إن موقف أوربا من العرب منذ نزول الوحي المحمدي موقف عدائي بعيد البعد كله عن الإنصاف والعدالة. والتاريخ وقتذاك كان يملى ويصنع، ولم يكن المملي هو الضمير بل التعصب الأعمى. إن مثل هذا الوضع كان مفهومًا في عصر كان فيه الشعور السائد هو إغماط حق كل فرد يخالف الأوربيين عقائديًا، ومما يؤسف له حقًا أن هذه النظرة القديمة التي كان مبعثها الظن في أن الاعتراف للعربي بالفضل خطر يهدد العقيدة المسيحية، وما زالت قائمة إلى اليوم، والتعصب الديني ما زال جادًا في إقامة الحواجز بين الأوربيين والشعوب الأخرى. لذلك ينظر الغربي إليهم وكأنهم مجرمون وثنيون وسحرة .. إن هذا الكتاب يهدف أيضًا إلى تقديم شكر كان

<<  <   >  >>