والدي العزيز: إنك تسأل عما إذا كنت تحضر لي نقودًا عند زيارتك، والواقع أنني عندما أغادر المستشفى تصرف لي إدارته كسوة جديدة وتسلمني خمس قطع نقود ذهبية أنفق منها عقب خروجي من المستشفى مباشرة حتى لا أضطر إلى العمل وأنا في حاجة إلى الراحة للنقاهة. فأنت يا والدي لست في حاجة إلى بيع ماشية من مواشيك، والشيء الوحيد الذي أطلبه منك سرعة المبادرة، إذا ما أردت، زيارتي حيث أقيم الآن في قاعة ذوي العاهات إلى جانب حجرة العمليات، والوصول إليها سهل يسير، فعند دخولك من المدخل الرئيسي للمستشفى اتجه إلى القاعة الخارجية الواقعة جهة الجنوب وهي المصحة الشعبية التي نقلت إليها عقب سقوطي، وهناك يكشف على المريض مساعدو الأطباء وبرفقتهم الطلبة. أما المريض الذي لا يحتاج إلى علاج داخلي في المستشفى فيحصل على كشف بالدواء الذي يحتاج إليه، ويتناوله من صيدلية المستشفى. وبعد الكشف عليّ كتب اسم في سجل المستشفة وعرضت على كبير الأطباء، وقد حملني ممرض إلى قسم الرجال بعد أن أدخلني الحمام وألبسني ملابس نظيفة للمرضى. وعلى يشارك أيضًا تجد المكتبة والقاعة الكبرى للمحاضرات حيث يدرس كبير الأطباء للطلاب، وهذا المكان يقع خلفك. أما الطريق الواقع في جهة اليسار من فناء المستشفى فيؤدي إلى قسم النساء، لذلك يجب عليك أن تلتزم دائمًا ناحية اليمين مارًا بقسم الأمراض الباطنية، وقسم الجراحة. وعندما تسمع موسيقى أو غناء في قاعة من القاعات فانظر إلى داخلها إذ قد أكون في القاعة النهارية للاستجمام والترويح عن النفس حيث تجد كتبًا وموسيقى للتسلية.