ولد «ليوناردو» حوالي ١١٨٠ م في «بيزا»، وهي وطن خليط من السكان وقد أسسها الأتروسكيون عند مصب نهر «أورنو»، وتأثرت هذه المدينة في تاريخها الطويل بالرومان والغوط واللنجو برديين وكذلك الإفرنج. كما أننا نجد راهبًا من رهبان القرن الثاني عشر يرتعد خوفًا من الوثنيين وحوش البحر وهم الأتراك والليبيون والبارثيون والكلدانيون الأقذار، هكذا كان يطيب له تسمية العرب ونعتهم أولئك العرب الذين كانوا يسيرون في شوارع «بيزا» بوجوههم البغيضة القاسية! !
وقد اشتهرت «بيزا» الواقعة على نهر «أرنو» بالصيد والانتصارات التي أحرزها أبناؤها على عرب سردينيا وتمكنوا من قوة صقلية وثرواتها. ثم نجد «بيزا» تستغل فكرة الحروب الصليبية وتتوسع في عمليات الشحن فازدهرت الملاحة وأخذت سفنها تشتغل في نقل التجارة بين الشرق والغرب واستولت على أهم القواعد التجارية الواقعة على الشواطئ، كما شيدت فنادقها على امتداد شاطئ البحر الأبيض المتوسط من استنبول إلى صور فالإسكندرية حتى باجه وكويتا.
والشيء الجدير بالذكر أن رئيس الجالية التجارية من أبناء بيزا في باجه الواقعة على ساحل الجزائر الممتد على البحر الأبيض المتوسط كان والد «ليوناردو» ولم يصلنا شيء أكثر عن اسم أسرته، وكل الذي جاءنا عنه اسمه الأول ألا وهو «بواكيو» أي «الطيب». أما ابنه «ليوناردو» فقد ألف بعض الوسائل والكتب ومن