أشهرها «كتاب أباكي»، وقد ذكر الابن في كتابه أنه ابن «بوناكيو» فصاغ منها «ليوناردو» الاسم «ليوناردو فيبوناكي»، وهو الاسم الذي اشتهر فيه في التاريخ ابن بيزا العظيم.
والذي حدث أن استدعى الوالد ابنه من بيزا إلى باجه وكان الوالد بحكم عمله ككاتب بيزي في الجمرك على اتصال كبير بتجار الجلود والفراء في الصحراء وبلاد المغرب، مما اضطره إلى علم اللغة العربية والحساب العربي مثله في ذلك مثل زملائه العرب الذين يعملون في الجمارك البحرية. فانتهز فرصة حضور ابنه الذي يمارس هذه التجارة ونجح فيها وسلمه إلى يد معلم عربي لتثقيفه وتعليمه الحساب، وأعجب الشاب «ليوناردو» بعلم الحساب هذا الذي يستخدم الأعداد الهندية التي يسرت السبيل أمام المحاسبين في حل كثير من المشكلات الحسابية.
والآن نتساءل: ما قيمة الأعداد الرومانية، وما هي الفائدة التي قد نحصل عليها من استخدامها؟ يكفي للرد على هذا السؤال أن نقوم بعملية حسابية نشيطة كعمليات الطرح مثلًا لنتبين مدى الصعوبة التي سيعانيها المحاسب بخلاف الحال مع الأعداد الهندية والتجارب الحسابية الكثيرة التي قام بها العرب، وقد أدرك «ليوناردو» البون الواسع بين الطريقتين. فاستخدام الحساب العربي ييسر القيام بعمليات الضرب وليس فقط عن طريق الأعداد الصحيحة، بل الكسور أيضًا (من العربية-كسر-) كما يطلق سيدي عمر (السيد المعلم يعبر عن الصلة بين عددين بهذه الوسيلة). فقد شرح لتلميذه الذي كان غارقًا في التفكير كيف أن أساتذة المدارس العليا في بغداد والموصل كانوا يكسرون بين العددين المكتوب أحدهما فوق الآخر عن طريق خط بينهما فالخط مثل الكسر في الشيء. وقد تعلم «ليوناردو» كذلك حساب الأس (٢٢ = ٣ في ٢ = ٤ فالاثنان اس اثنين) وحساب الجذور مثل ٢ هي جذر ٨ أو ٤، وتعلم أيضًا المعادلات والتربيع والتكعيب كما وضعها أبو كامل وعمر الخيام وابن سينا والبيروني وغيرهم. وهكذا نجد «ليوناردو» يلهو بالأعداد بينما أقرانه ولداته يتسلون باللعب في الحواري وعلى أرصفة المواني وبين دور الصناعة والمخازن.