لماذا يتعثر في ألمانيا وبصفة خاصة كل تلميذ مبتدئ عند محاولاته الحسابية الأولى، وبخاصة عندما يتدرج من الآحاد إلى العشرات؟ فكتابة العدد (٢٣) على السبورة تتطلب من التلميذ أن يقفز خانة ليكتب في التي تليها العدد (٣) ومن ثم يعود إلى الخانة التي تركها ليكتب العدد (٢)، ولو نسي في سرعة الكتابة أن يترك خانة ويكتب الأعداد حسب ترتيبها وسمعها ونطقها لخرج من (٢٣) إلى (٣٢) ومما يزيد في تعريض التلميذ للخطأ كتابة المئات، فلو اعتاد أن يكتب (٨٥) من الخلف إلى الأمام أعني من اليمين إلى اليسار مثل (٨٥) فإن التلميذ عند كتابة (١٢٣) يبدأ أولا بالعدد الدال على المئات (١) ثم بغتة (٣) ثم يعود مرة أخرى إلى خانة العشرات حيث يكتب (٢) ومن ثم تجده وقد استولت عليه الحيرة عندما يجد شعوبًا أخرى لا تقفز هذه الخانات؛ فالفرنسي يكتب العدد منطقيًا ومعقولا فمن المئات إلى العشرات ثم الآحاد فهو يقول للتعبير عن العدد (٢٣)] فين تروا [والإنجليزى] تونتي ثري [والروسي (دودزتي تري) أما الألماني فيقول دراي أوند زوانسيج ولا يقول (زوانسيج دراي). وهنا يتفق الألماني مع العربي الذي يكتب من اليمين إلى اليسار ويلتزم اليمينية مع الأعداد من (١ - ٩٩) وعن العرب أخذت سائر الشعوب المثقفة لا الألمان فقط هذه الأعداد وكان (كارل) الأكبر (شارلمان) يقول (زينزوج فنفسيج انتي تربو) = (مائة وخمسون وثلاثة)، بينما ظل الأمر زمنًا طويلًا اختلط فيه ترتيب العشرات والآحاد. فألمانية المرتفعات المتوسطة فضلت قديمًا استخدام