من الخطأ أن تذكر «كورماس» على أنه الطبيب، ودميان هو الصيدلي.
حوالي عام ٣٠٠ حينما عاش الأخوان العربيان، فيما يقال، لم تكن المهنتان الشافيتان قد انفصلتا بعد، كذلك الحال في العصر اليوناني. فالطبيب كان عادة هو الصيدلي وإن كان له مساعدون يحضرون له الدواء ويعدونه، فهم الذين كانوا يجمعون له البذور ومختلف أصناف العطارة، وكان هناك تجار يبيعون الأدوية والعقاقير والعطور والأصباغ الضرورية لحياتنا اليومية. لكن الطبيب كان هو الشخص الذي يناول المريض الدواء بيده، وذلك لأن تقسيم العمل والفصل بين المهن والحرف يصبح ضرورة عندما تتزايد هذه العقاقير وتتكاثر الأدوية، ثم كثر المخترعون وتزايد عدد المخترعات فتطلب هذا إعدادًا خاصًا لأنها أصبحت في الواقع أدوية جديدة.
فجميع هذه الحالات حدثت وبكثرة في الطب الإسلامي العربي. إن الدولة العربية لم تكن دولة ثقافة وعلوم فقط بل كانت أيضًا مركزًا للتجارة العالمية. ففي البلاد العربية كانت تلتقي الطرق التجارية العالمية التي كانت تجتاز البحار والقارات القريب منها والبعيد .. إنها كانت الشرايين التي تغذي الشرق والغرب والشمال والجنوب بمختلف أنواع السلع مستعينة بالسفن التي اشتهرت باسم «جنك» أو الجمال والبغال حاملة كنوز مختلف البلاد والعقاقير والأعشاب وغيرها من الأدوية