للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحيوانية التي لم يعرفها الأطباء الأقدمون ولم يحفظوها في الجرار الفخارية، وقد جلبها العرب من الصين والهند وإفريقيا وسيلان (سرنديب) وملقا وسومطرة ومن شواطئ البلاد والجزر الأخرى.

ولم يكن هذا بالشيء الجديد فطرق القوافل قديمة قدم العصر الحجري. أما وقد تطورت الظروف فقد أصبح التجار أكثر خبرة ودراية بالتصدير والاستيراد وبخاصة فيما يتعلق بالأدوية التي حصلوا عليها كذلك عن طريق الرحلات الاستطلاعية الكشفية. وامتازت المستشفيات العربية الإسلامية بأن كل طبيب فيها كان يستطيع الحصول على أدوية جديدة ويجري تجاربه عليها وأن يسجل هذه النتائج في سجلات خاصة أعدت لهذا الغرض، ولم يكتف بالتسجيل فقط بل كانت هذه النتائج تنشر بين مختلف الأطباء والمستشفيات على أنها أدوية مجربة، وبذلك تقدم كهدية للطب للاستفادة منها. لذلك نجد عددًا كبيرًا من الأدوية التي كانت حتى ذلك الوقت غير معروفة مثل: القهوة والكافور والكبابة والمن والأرجان، واللبان، وجوز الطيب والعنبر والأسطراغالس وأخرى كثيرة جدًا، ومن ثم انتقلت بواسطة العرب إلى أوربا، كذلك تلك العقاقير التي لم يولها الإنسان من قبل اهتمامه، فقد أصبحت عقاقير طبية لا يستغني عنها الطب والصيدلة وأغراض أخرى.

وهكذا نجد الأطباء العرب يصفون القهوة لعلاج القلب كما يستخدمونها مسحوقة لعلاج التهاب اللوز والإسهال والجروح العسيرة الشفاء، والكافور لتنبيه القلب والكبابة لمكافحة الديدان. واستعاضوا عن الدواء القوي المألوف الذي ظل مستخدمًا عدة قرون، وكثيرًا ما كان يتسبب في إحداث القيء أو الإسهال والذي ورثه القوم عن اليونان بأوراق السنا والتمر الهندي والخيار الشنبر والعود والروند المهدئة الملينة المقيئة. وقد نادى باستخدامها ودعا إليها مختلف مؤلفات ماسويه والرازي كما نجد «محمدًا التميني» وهو أحد أبناء القدس يخترع مادة عالمية ضد التسمم، وقد خلدت هذه المادة اسمه وبحق إذ أطلق على المادة المسهلة التي اخترعها والتي تساعد على الهضم اسم مفتاح الفرح ومنعش الروح، وهناك أدوية أخرى يونانية كانت مستخدمة بالرغم من الأضرار الجسيمة التي قد تنشأ عنها فلما

<<  <   >  >>