أضاف القيصر الأشتوفي «هينريش» السادس بعض القطع الثمينة عند عودته من إيطاليا إلى المجموعة النادرة التي هي ملك للدولة المقدسة. وهذه القطع القيمة عبارة عن المعاطف التي توج فيها كثيرون من قياصرة أوربا وملوكها، ومن بينهم ابنه الأكبر «فريدريش» الثاني حيث توجوا جميعهم في روما. وأثمن وأجمل هذه التحف النادرة الموجودة في الدولة الرومانية المقدسة كان ولا شك معطف القيصر.
فعلى القماش الأحمر الأزرق توجد نخلة تحمل ثمارًا تبرق كالذهب، وعلى كل طرف من طرفي ناحيتي المعطف رسم أسد قوي يبطش بجمل. أما ميدان القتال فهو من لونين: الأحمر والذهبي يحيط به زنار أسمر قائم وصفان من اللؤلؤ يبرزان الزخرفة، والحافة عبارة عن شريط عليه كتابة جاء فيها اسم الشخص الذي زخرفها بالذهب ووطنه وزمن إنجاز العمل «صنع في المصنع الملكي، وفيه السعادة والحظ والشرف والتمام. .» هكذا نص شعار المصنع «في مدينة صقلية عام ٥٣٨ هـ».
فهل يرجع هذا المعطف إلى أيام «تيوديريش»؟ كلا. فالكتابة التي على حافة معطف القيصر الألماني مكتوبة بحروف عربية، وقد اعتاد الطراز العربي استخدام الشهور القمرية والسنة الهجرية، كما كانت النقود التي تضرب في صقلية تحمل التقويم العربي الهجري. فلمن صنع هذا المعطف الأزرق الثمين جدًا وعليه الأسد والجمل حيوانا الصحراء؟ .