أهم من خطوات التقدم التي خطاها علماء العرب بالعلوم، وأهم من الاختراعات التي توصلوا إليها اعتمادًا على رصدهم للكواكب، خلقهم هذا الجيل العلمي الذي قدموه لأوربا.
لقد كانوا أساتذة الرياضيات بخلاف الرومان الذين لم ينتجوا شيئًا في هذا الحفل اللهم إلا هذا النذر القليل جدًا ذا النتائج التافهة واختلاسًا بينما نجد النبوغ الرياضي اليوناني يكاد يقتصر على الهندسة ونظرية المساحات حتى إنهم أسدلوا على ما يعرف فيما بعد بعلم الجبر ستارًا هندسيًا. كذلك الهنود فقد مهروا في الحساب كما عالجوا حساب المثلثات جبريًا وحسابيًا. أما العرب فقد امتازوا بالجمع بين عظم العدد وعظم المساحة، وهذه هبة امتاز بها أصغر أبناء موسى ألا وهو «حسن».
وبفضل هذا الاستعداد خلق العرب فروعًا جديدة من العلوم، كما طوروا غيرها تطويرًا تقدميًا عظميًا ففاقوا بذلك اليونان والهنود، لذلك فالعرب وليس اليونان هم أساتذة أوربا في النهضة العلمية الرياضية، وساعدتهم على النهوض بهذه الرسالة الأعداد الهندية، فقد خدمهم الخط إذ عرفوا في ذلك الوقت الأعداد الهندية كما أدركوا أهمية استخدام هذه الأشكال الصغيرة التي تزين كتاب «كنكاه» إلى إعجابهم بها والحرص على الاستفادة منها بالرغم من غرابتها عليهم. ففي معاهد الإسكندرية وسوريا كانت هذه الأعداد معروفة منذ زمن طويل دون أن تنال اهتمامهم بخلاف العرب وعقليتهم الرياضية، فقد أدركوا في ذلك الوقت أين