للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[في مدرسة العرب]

إن انتصار البندقية كان، ولحد ما، انتصارا لأوربا، فالبندقية هي همزة الوصل بين الشرق والغرب اقتصاديا وعلميا وأدبيا، وإليها يرجع الفضل في هذه النهضة الإيطالية الشرقية، ومن ثم أخذت بيد الألمانية فالفرنسية. فتجارة الأراضي المنخفضة، ونجحت البندقية فربطت بينها جميعها وكونت شبكة قوية شملت المدن والشوارع ومختلف الطرق حتى بلغت إنجلترا والبلاد الإسكندنافية الشمالية فنهضت هذه الدول نهضة غير متوقعة.

ثم نجد التجارة العربية تتخطى جبال الألب وكما كان الحال قديمًا في إيطاليا كذلك هنا عبر الألب حيث نجد خامات الأقمشة العربية وعليها الطرز العربية وقد صنعت صناعة حديثة، فمثلا القطن الذي أدخل العرب زراعته إلى أسبانيا وصقلية هو الذي يصنع منه هذا القماش الناعم الرقيق وتصدره سوريا وخراسان إلى مختلف الأسواق العالمية. فحوالي عام ١٢٠٠ م نجد الفاتنان الغانيات اللواتي تشيد بهن أغاني «نيثارت فون روينتال» يلبسن البركان المجلوب إلى أسواق شمال ألمانيا من ميلان. وبعد ذلك بقرن نجد صناعة البركان تنتشر وبسرعة في «كونستنس» و «بازل» و «أولم» و «أوجسبورج» في جميع إقليم «سوابيا».

وبعد ذلك بقرن أيضًا هاجر نساجان لقماش البركان من قرية «ليشفيلد» إلى «أوجسبورج» وأكبرهم سنا كان «أولريش» الذي قتله مبيضو القماش. أما الأخ الآخر «منز» فلم يقنع بعملية النسيج وتولى هو بيع بضاعته الجيدة كما نجد بالات

<<  <   >  >>