[أوربا تقاسي الحرمان لموقفها السلبي من التجارة العالمية]
وفي عام ٩٧٣ م اتجهت سفينة مقابل الساحل الغربي الفرنسي حيث رأس «جري نيه» شمالًا شرقيًا إلى بوردو وروين وأوتريشت وشليزفيج حيث أفرغت حمولتها الثمينة، زيتًا أندلسيًا قسطيليًا للدباغة وتينًا ونبيذًا مالقيًا وفلفلا وحبال وسفن. وعلى ظهر هذه السفينة بعثة الخليفة الحكم الثاني وقد أقبلت من قرطبة تحت رئاسة سيدي إبراهيم بن أحمد الطرطوشي قاصدة بلاط الملك الروماني الشهير «هوتو» في سكسونيا. ومن ثم إلى «كويدلنبرج» في الهارز حيث قيصر الدولة الرومانية المقدسة «أوتو» الأول، والذي عاد أخيرا من روما بعد حفلة زفاف ابنه إلى ابنة القيصر اليوناني «تيوفانو» وعقب حفلة تتويجه الشاقة. فالقيصر أوتو الأول هو المنتصر في «ليشفلده» وباعث القصيرية الغربية، وهو الذي أقبل عليه صولجان القوة والسطوة فقصدته وفود الدول تخطب وده. فنجد سفراء الدنمارك وبولندة وبلاد الصقالبة وبوهمن ومندوبين عن اليونان والبلغار والمجر والإيطاليين حيث اصطفوا جميعهم في ميدان القصير في «كويدلنبرج» لكي يقدموا أجل فروض التكريم لأكبر حاكم للغرب.
وفي أول أبريل قرر القيصر نقل مكان اجتماع بلاطه إلى «مرسبرج» حيث وصل وفد أمير المؤمنين تحت رئاسة إبراهيم بن أحمد الطرطوشي قادمًا من أسبانيا لتحية أمير أمراء المسيحيين، فاستقبل القيصر «أوتو» الأول الضيوف العرب وأحسن