والآن ينشر تاجر الكتب البغدادي ابن النديم فهرسه الذي يقع في عشرة مجلدات تشتمل على أسماء جميع الكتب التي ظهرت حتى ذلك الحين في اللغة العربية، سواء في الفلسفة أو الفلك أو الرياضيات أو الطبيعة أو الكيمياء والطب.
وكذلك نجد طلاب العلم من الشرق والغرب بل من أوربا يقصدون المدارس العليا بقرطبة التي ذاع صيتها في العالم قاطبة وفيها المكتبة التي تضم نحو خمسمائة ألف كتاب لأحسن علماء العصر، وقد جمعها الخليفة الحكم الثاني قبل وفاته بنحو أربع وعشرين سنة، وذلك عن طريق التجار والرسل الذين أوفدهم إلى مختلف الحواضر العربية لاقتنائها، ومما هو جدير بالذكر أن الخليفة قد علق على هوامش الكثير من هذه الكتب.
وفي القاهرة نجد مئات من أمناء داري الكتب التابعتين للخليفة، وبهما نحو ألف ألف ومئتا مجلد، أعني بهما عشرون مثلا مما كان في مكتبة الإسكندرية.
«والحقيقة التي يمكن الجهر بها أنه لم يوجد في روما شخص له مثل هذه الثقافة التي تمكنه من أن يقف حارسًا، فكيف يستطيع أن يعلم ذلك الشخص الذي لم يتعلم هو نفسه»، هكذا شكا هذا الرجل الخبير ألا وهو «جربرت فون أوريلاك»، وهو الذي جلس عام ٩٩٩ م على كرسي روما، على كرسي القديس بطرس.