من إيطاليا شقت هذه الأعداد طريقها إلى أوربا ورافقها في هذه الرحلة مسك الدفاتر الإيطالي الذي كان في ذلك الوقت المثل الأعلى للتجار فعبرت الأعداد وهذا الفن جبال الألب حيث حملها التجار والمسافرون إلى مختلف البيوتات التجارية، لكن التجار والعملاء لم يقلبوا على الأعداد في شيء من الرضا واليقين؛ وذلك لأن الإنسان لا يأمن الغش مع هذه الأعداد فمن السهل مثلا أن يحور الإنسان الدارة الدالة على صفر إلى العدد الدال على (٦) أي ستة، كما أنه من السهل إضافة العدد إلى آخر، ومن العسير على الإنسان أن يميز بين الصحيح والمزور ولا سيما أن وسائل الغش متوافرة والطريق إليه سهل معبد. نعم، إن هذه الأعداد مفيدة جدًا للتجارـ وقد أبيح لهم استخدامها إلا أن احتمال الغش حرم استخدامها في العقود.
لكن لم يمض زمن طويل حتى رأينا هذه الأعداد تفرض نفسها في مختلف المناسبات، وأصبحنا نجدها في الكنائس وغيرها من المباني العادية، إذ استخدمها القوم في تاريخ البناء الذي كان مألوفًا لديهم، وقد دون في أربعة أعداد، ومن ثم حفرت على شواهد القبور وعلى النقود وفي حسابات الدولة وبعد ذلك في الكتب حيث أخذت تحل محل الأعداد القديمة في ترقيم الصفحات، وذلك لأن كتابة العدد (٩٩٨) في هذه الصورة أوجز وأوضح من كتابته بالطريقة الروماني: DCCCCLXXXXVIII، والجدير بالذكر أن استخدام الأعداد العربية لم تتقبله