أوربا دون مقاومة، فاحتدم النزاع بين أنصار القديم وأنصار الجديد واستمر هذا الجدال قرونًا عديدة.
فالحروف الرومانية كانت هي الأعداد الحكومية الرسمية واستمر الحال كذلك زمنًا طويلًا، ولم يقف الأمر عند هذا بل نجد فرق الاحتلال الرومانية والتجار الرومان يعلمون الجرمان استخدامها كما وصلتنا على الآثار وعلى النقود. ثم نجد الأديرة تساهم في تعميم الأعداد العربية فتنقلها من جديد عبر الألب وتأخذ طريقها إلى الشعب حيث تحل محل الأعداد البسيطة التي اعتادها الشعب إلا أن العامة استخدموا الأعداد العربية مبسطة تبسيط أعدادهم التي اعتادوها، وحيث يتحتم التعبير عن الأعداد كتابة بالكلمات غلبت عادة استخدام الأعداد الرومانية حتى اعتبرت وكأنها ليست أجنبية دخيلة. فكان الجرماني ينظر إلى الأعداد الروماني وكأنها ألمانية، كما تعصب لها وقاوم الأعداد العربية.
لقد كان من الصعب على القوم حفظ الإشارات العشر الأجنبية وتعلم رسمها وطرق استخدامها؛ لذلك تفنن بعضهم في ابتداع وسيلة تعين على استذكارها فصاغوها في أبيات شعرية وخلطوا بها الأعداد الرومانية وحرصت هذه الأبيات الشعرية على عرض الأعداد الجديدة في هيئة صور:
الآحاد (١) تعطيك اللسان، والعكازان (٢) يشيران إلى الاثنين، وذيل الخنزير يعبر (٣) عن الثلاثة، واللحم المحفوظ أربعة (٤)، والعدد خمسة (٥)، وقرن الوعل ستة (٦)، وسبعة (٧)، والسلسلة (٨) تشير إلى الثمانية، والتسعة (٩)، والدارة (٠)، زائد اللسان الصغير للدلالة على العدد عشرة، وإذا لم يرسم اللسان فالدارة تعبر عن لا شيء.
لكن أحدًا لم يوجه مجهودًا لحفظها عن ظهر قلب أو كتابتها؛ لذلك لم توفق في الانتصار على الرومانية، ومما زاد في صعوبتها أن الذي أراد استخدام الأعداد العربية كان لا بد من أن يغير طريقة تفكيره فهو مطالب هنا بمراعاة الخانات وتركيبها IVXLCDM، ولم يكن تحت تصرفهم إلا الآحاد فقط، وهي حسب موقعها أو موضعها قد تصير عشرة أمثالها أو مائة.