للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القطن السوري والقبرصي تصل إلى مصنع أبنائه، وتخرج منه البركان الحديث لصناعة القطنية والشك والجبة.

لكن ننبه الأبناء إلى أن انتشار التوابل والكسب الكثير الذي تدره على أصحابها أجدى لهم من النسيج، فأقبلوا على الاتجار في بالات القطن العربي وقفف الفلفل العربي، فلم يمض زمن طويل حتى أثرى أولئك العمال وأصبحوا قوة خطيرة يحسب لهم حساب في عالم المال وعرفوا باسم «فوجر». فعن طريق البهارات والقطن والحرير وما يصنع منهما من أقمشة وضع مؤسسو أسرة «فوجر فون دير ليلى»، كما سمي هذا الفرع الناجح من الأسرة نفسه، الأساس لهذه الثورة الطائلة التي دخلوا عن طريقها التاريخ، فقد بلغوا من السلطان والجاه أنهم كانوا يولون القياصرة والملوك ويمدون البابوات بالأموال كما ساعدوا الفقراء والمعوزين والذين غلبهم الحياء وهم في أشد الحاجة إلى المعونة، ويدين الإخوة «أولريش» و «مكس» و «يورج» و «يعقوب فوجر» بثرائهم إلى زهرة الليلك التي انتسبوا إليها وتبرعوا بالإنفاق على زواج ابن قيصر «هبسبورج» وهو مكسيمليان بوريثة «بورجوند» وهي «ماري». وعن طريق هذا الزواج تمكن الملك الفرنسي من الحصول على بلاد وزوج لابنه الذي لم يتجاوز السابعة من عمره.

وتدين هذه الأسرة لهذا الاسم أيضًا بما أوحي إليها من ثقافة عربية، وحضارة عربية، وتقاليد عربية؛ وذلك لأنها اتخذت منه شعارًا لها ورنكًا يميزها. وقد أعجب الصليبيون بهذه الفكرة ونشروها عام ١١٥٠ في فرنسا وفي عام ١١٧٠ م في ألمانيا. فعن الفرسان العرب نشأت العادة الجرمانية، وهي اتخاذ صور الحيوانات إشارات للقوات والحروب، ومن ثم استخدمها الأوربيون أوسمة شرف للفرسان، ومن ثم تطورت إلى رنوك مدنية لها فنونها الخاصة ولغتها التي تتميز بها.

وكذلك الرنك الذي أهداه القيصر فريدريش الثالث ولد مكسيميليان لأسرة الفوجر اعترافا بفضلها وأياديها البيضاء، كان عبارة عن زهرة الليلك الزرقاء والذهبية. والليلك هي الزهرة المحبوبة عند العرب وبخاصة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقد انتقلت فيما بعد إلى الرنك الفرنسي حيث نشاهد زهرة الليلك الجميلة.

<<  <   >  >>