وقد شرع «توماسين» في وضع قصيدته عام ١٢١٥ م وكان يبلغ من العمر الثامنة والعشرين، وبعد شهور من تاريخ البدء أتم قصيدته في أوائل عام ١٢١٦ م، وقد بلغت اثني عشر ألف بيت. وفي نفس العام رسم له أحد أصدقائه عددًا من الصور الملونة التي زين بها مخطوطته، ومن بين تلك الصور واحدة تصور الفنون الحرة السبعة وأخرى تعرض «فيثاجوراس» مع «أريسمتيكا» في ملابس ترجع إلى العصر الروماني وهما يشيران بالسبابتين إلى لوح مصغر على شكل سلم. وعلى هذا اللوح نجد الأعداد «١ و ٣ و ٩ و ٢٧» مكررة في الأعداد العربية وبنفس الطريقة نجد الأعداد الواقعة بينها على صورة «موسيقا» والسنة ١٢١٦ م.
ومما لا شك فيه أن الرسام البارع كان كما يتبين لنا من العوامل التي راعاها، ومن بينها الأفكار الدينية التي كانت سائدة في وسط رجال الدير من غير رجال اللاهوت، وقد استخدم عام ١٢١٦ وتجنب الأعداد العربية مستخدمًا أخرى كما لو أنها من اختراعه.
لكن استخدام الإشارات الخمس مرتين لم يكن خاصًا بالعلماء فقط بل ألمَّ به الشعب أيضًا. ثم ظهر الرجل العظيم الذي دعا لاستخدام الأعداد العربية وفق في دعوته حتى إنها سادت العالم، وهذا الرجل هو «ليوناردو فون بيزا» الذي لم يلتق علمه في الأديرة، كما أنه لم يؤلف ما ألفه للرهبان، وهو يعتبر بحق أول رياضي مفكر في أوربا ومن أشهر رياضييها حتى القرن الثامن عشر فقد كان عالمًا مجتهدًا دءوبًا، وقد اكتسب أصول معرفته عن طريق أسفاره ورحلاته ومن مصادرها الأصلية، ومن ثم أخذ ينشرها ويعلمها لمختلف الطبقات لاستخدامها في حياتهم اليومية.
وهكذا نجد جداول المعرفة تتدفق من إسبانيا إلى أوربا، ومن ثم أخذت تتجمع حتى كونت سيلا جارفًا فمر أوربا مبتدئًا من إيطاليا من مركزها الثقافي، ومن قصر الملك الأشتوفي فريدريش الثاني. لقد وجدت أوربا الخوارزمي الأوربي.