للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يعمل فيه شيء من الكلام المعترض به بين بعضه وبعض على ما تقدم فأما قوله: (وقد أتى حول جديد) فذو موضع من الإعراب، وموضعه النصب بما في كأن من معنى التشبيه؛ ألا ترى أن معناه: أشبهت وقد أتى حول جديد حمامات مثولا؛ أو أشبهها، وقد مضى حول جديد بحمامات مثول؛ أي: أشبهها في هذا الوقت، وعلى هذه الحال بكذا" (١).

ويختم ابن جنى حديثه عن الاعتراض بأنه: في شعر العرب ومنثورها كثير وحسن، ودال على فصاحة المتكلم، وقوة نفسه، وامتداد نفسه، وأنه رآه في أشعار المحدثين، وأنه في شعر إبراهيم بن المهدي أكثر منه في شعر غيره من المولدين (٢).

وفي قوله: "وقوة نفسه وامتداد نفسه" ما يشعرك بأنه يضع هذا النحو من الكلام في باب الإطناب.

ومما أسلفناه لك عما جاء من الاعتراض في خصائص ابن جنى، يمكن أن تضع تصوراً للاعتراض عند ابن جنى من الناحية البلاغية، وهو كما يلي

١ - أن الاعتراض قد جاء كثيراً عن العرب في شعرهم، ونثرهم، كما أنه قد ورد في القرآن الكريم.

٢ - أنه أسلوب حسن، يدل على فصاحة المتكلم، وقوة نفسه، وامتداد نفسه.

٣ - أنه يجري عند العرب مجرى التأكيد.

٤ - أن الجملة أو الجمل المعترضة يشترط فيها أن لا يكون لها محل من الإعراب.

٥ - أنه يأتي بين الفعل والفاعل، وبين الفعل والمفعول، وبين


(١) الخصائص ١/ ٣٣٧
(٢) الخصائص ١/ ٣٤١

<<  <   >  >>