للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الإطناب بالاعتراض]

ذكر ابن جنى أن هذا النوع من الكلام كثير، وأنه قد جاء في القرآن الكريم، وفصيح الشعر ومنثور الكلام، وأنه جار عند العرب مجرى التأكيد، ولهذا فإنه لا يعاب عليهم، ولا يستنكر عندهم أن يعترض به بين الفعل وفاعله، والمبتدأ وخبره، وغير ذلك مما لا يجوز الفصل فيه بغيره إلا شاذاً، ومتأولاً (١).

فالاعتراض كثير عند العرب، وفائدته: التأكيد، ومما جاء منه في القرآن الكريم: قول الله تعالى: "فلا أقسم بمواقع النجوم، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم؛ إنه لقرآن كريم".

فهذا فيه اعتراضان: أحدهما قوله: "وإنه لقسم لو تعلمون عظيم"، لأنه اعترض به بين القسم، وهو: "فلا أقسم بمواقع النجوم" وبين جوابه وهو: "إنه لقرآن كريم" وفي نفس هذا الاعتراض اعتراض آخر، بين الموصوف الذي هو: (قسم) وبين صفته التي هي: (عظيم)، وهو قوله "لو تعلمون"، فهذان اعتراضان - كما ترى - ولو جاء الكلام غير معترض فيه لقال: فلا أقسم بمواقع النجوم، إنه لقرآن كريم وإنه لقسم عظيم لو تعلمون.

أنواع الاعتراض: ذكر ابن جنى من أنواع الاعتراض، ما يلي:

١ - الاعتراض بين الفعل وفاعله، وذلك كقول امرئ القيس:

ألا هل أتاها - والحوادث جمة ... بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا


(١) الخصائص ١/ ٢٣٥.

<<  <   >  >>