للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن تثبت الجنسية لزيد على الحقيقة كان لإثبات شبه من الجنس له وإذا كان كذلك كان جديراً بتسميته تشبيهاً (١).

وقد أفاد الخطيب القزويني من انتزاع معنى الصفة من العلم في أن الاستعارة لا تكون في الأعلام إلا إذا تضمن العلم نوع وصفية لسبب خارج، كتضمن اسم: حاتم الجواد، ومادر البخيل، وما جرى مجراهما (٢).

ولا شك أن جهد ابن جنى في هذا الباب كان مبكراً، إذ بين أن العلم إذا اشتهر بصفة أمكن انتزاع معنى الصفة والفعلية منه، كالذي رأيته من (ابي المنهال)، ومن هنا: لم يجز الخطيب استعارة العلم إلا إذا تضمن نوعاً من الوصفية، كما تضمن "حاتم" معنى الجواد، وكما تضمن "مادر" معنى البخيل، وكان مهتدياً في هذا بما قاله ابن جنى في هذا الباب.

[٢ - التشبيه المقلوب]

وحديث ابن جنى عن التشبيه المقلوب، نستطيع تبيانه من خلال حديثه في باب عقده في "الخصائص" لما أسماه: "غلبة الفروع على الأصول".

وقد بين ابن جنى في بداية حديثه عن هذا الباب أنه فصل طريف من فصول العربية؛ تجده في معاني العرب؛ كما تجده في معاني الإعراب؛ وأن الغرض منه إنما هو المبالغة.

وقد قصد بمعاني العرب، ما ضمنته العرب شعرها، ونثرها من المعاني،


(١) أسرار البلاغة ٢٦٢
(٢) الإيضاح ١٦٤، ومختصر السعد ٤/ ٦٩

<<  <   >  >>