للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثلاثة، أما السعة: فلأنه، كأنه زاد في أسماء الجهات والمحال أسماهو: الرحمة، وأما التشبيه، فلأنه شبه الرمة - وإن لم يصح دخولها - بما يجوز دخوله، فلذلك وضعها موضعه.

وأما التوكيد: فلأنه أخبر عن العرض بما يخبر به عن الجوهر، وهذا تعال بالعرض، وتفخيم منه، إذ صبر إلى حيز ما يشاهد، ويلتمس، ويعاين (١).

[٧ - بيان اختلاف النظم في الجمل، مع جريانها على حسب قوانين النحو]

وذلك ما تجده في باب: شجاعة العربية، والذي وجده ابن جنى شاملاً، للحذف، والزيادة، والتقديم، والتأخير، والحمل على المعنى، والتحريف. وقد بين ابن جنى أنه إذا ما خولفت قواعد النحو، على الوجه الذي يؤدي إلى التعقيد، فإنه لا يجيزة، لعربي، ولا لمولد.

وتلك الفصول التي أسماها شجاعة العربية، إنما سميت بذلك لأن الشاعر فيها إنما يجري عليها ثقة بامتلاك ناصية اللغة، واعتماداً على تمكنه منها، فإذا ما أدى به ذلك إلى التعقيد الذي يستهلك المعنى في مثل قول الشاعر:

وما مثله في الناس إلا مملكا ... أبو أمه حي أبو يقاربه

فإنه، لا يجيزه لعربي، ولا يبيحه لمولد (٢).


(١) الخصائص ٢/ ٤٤٢
(٢) الخصائص ١/ ٢٣
(٣ - الخصائص)

<<  <   >  >>