للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نحو قولهم: "لئن لقيت زيداً لتلقين منه الأسد، ولئن سألته لتسألن به البحر"؛ وجعله تشبيهاً مضمر الأداة وهو في هذا ناظر إلى ما قاله الإمام عبد القاهر في الدلائل، إذ جعله تشبيهاً على حد المبالغة والحق أن ابن الأثير لم يسمع عن التجريد إلا من كتاب "الخصائص" لابن جنى، وأن ما وصله عن التجريد مما ذكره أبو علي الفارسي، إنما وصله عن طريق ابن جنى في خصائصه، لأن أبا علي لم يقل ما قاله عن التجريد في كتاب، وإنما أخذه ابن جنى عنه مشافهة كما ذكرت، بدليل قوله: "وأنشدنا كذا" "وأنشدنا كذا"، فقد ذكر الرواة أن ابن جنى صحب أبا علي الفارسي أستاذه أربعين سنة" (١).

[ومما يدلك على أن ابن الأثير قد نقل ما نسبه إلى أبي علي الفارسي من كتاب الخصائص ما يلي]

أولاً: أنه قد نقل قبل ذلك مما أسلفناه لك:

١ - موضوع: قوة اللفظ لقوة المعنى، وذكر أنه نقله عن ابن جنى.

٢ - موضوع غلبة الفروع على الأصول، وسماه الطرد والعكس، وصرح بالنقل عنه.

٣ - أنه نقل الاعتراض الذي أورده ابن جنى على قول الشاعر (ولما قضينا من منى كل حاجة) كما نقل إجابته تقريباً، دون أن يشير إليه.

ثانياً: أنه لم يشر إلى ما قاله ابن جنى، ولم يجر له هنا ذكراً، مع أنه ينقل من كتابه: "الخصائص"، ولو كان الذي وصله عن أبي علي الفارسي


(١) الخصائص ١/ ١٠

<<  <   >  >>