وقد بين أبو الفتح هنا: أن العرب قد حذفت الجملة، والمفرد، والحرف، والحركة، وأنه لا يحذف شيء من ذلك إلا إذا دل دليل على المحذوف، وإلا لكان فيه ضرب من تكليف علم الغيب في معرفته:
[١ - حذف الجملة]
ويمكن تقسيم حذف الجملة عنده إلى قسمين:
[القسم الأول: حذف الجملة الإنشائية: وقد أتى منه ما يلي]
(أ) جملة القسم: وذلك نحو قولهم. والله لا فعلت وتالله لقد فعلت، وأصله: أقسم بالل، فحذف الفعل والفاعل، وبقيت الحال - من الجار والجواب - دليلاً على الجملة المحذوفة.
(ب) الأمر: نحو قولك: زيداً - إذا أردت: اضرب زيداً -.
(جـ) النهي: نحو: إياك، إذا حذرته، أي احفظ نفسك ولا تضيعها، ونحو: الطريق الطريق؛ أي الزم الطريق؛ ولا تحد عنها.
(د) التحضيض: نحو: هلا خيراً من ذلك؟ ، أي هلا فعلت خيراً من ذلك؟ .
والقسم الثاني: هو: حذف الجملة الخبرية وقد أتى منه ما يلي:
(أ) جملة الفعل والفاعل، نحو: القرطاس والله، أي: أصاب القرطاس، خير مقدم، أي قدمت خير مقدم