للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الضرب الثاني: حذف الفعل]

وحذف الفعل يأتي على ضربين:

أحدهما: أن تحذفه والفاعل فيه، فإذا وقع ذلك فهو من حذف الجملة.

والآخر: أن تحذف الفعل وحده، وهو المقصود هنا.

وذلك: أن يكون الفاعل مفصولاً عنه مرفوعاً به، وذلك نحو قولك أزيد قام؟ فريد مرفوع بفعل مضمر محذوف خال من الفاعل، لأنك تريد: أقام زيد؟ فلما أضمرته فسرته بقولك: قام.

ومنه قول الله تعالى: "إذا السماء انشقت" (١) وقوله تعالى: "إذا الشمس كورت" (٢) وقوله تعالى: "إن امرؤ هلك" (٣) وقوله تعالى: "لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي" (٤) ونحوه.

فالفعل فيه مضمر وحده، أي: إذا انشقت السماء، وإذا كورت الشمس وإن هلك امرؤ. ولو تملكون (٥).

ومنه قول ذي الرمة (٦):

إذا ابن أبي موسى بلال بلغته ... فقام بفأس بين وصلك جازر

أي: إذا بلغ ابن أبي موسى.

الضرب الثالث:

حذف الحرف: وهو مبحث صرفي تحدث عنه ابن جنى وليس من مجال بحثنا هذا.


(١) الانشقاق: ١.
(٢) التكوير: ١
(٣) النساء: ١٧٦.
(٤) الإسراء: ١٠٠.
(٥) ... الخصائص ٢/ ٣٨٠.
(٦) ... ديوان ذي الرمة ٢٥٣ والخزانة ١/ ٤٥٠ والكتاب ١/ ٤٢.

<<  <   >  >>