للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - التطوع المشام للتوكيد]

ومنه قوله الله تعالى: "وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين" (١).

وقوله تعالى: "ومناة الثالثة الأخرى" (٢)

وقولهم: مضى أمس الدابر، وأمس المدبر؛ وأنشد الأصمعي:

وأبي الذي ترك الملوك وجمعهم ... بصهاب هامدة؛ كأمس الدابر

وقال عمران بن حطان (٣):

خبلت غزالة قلبه بفوارس ... تركت منازله كأمس الدابر

على أن ابن جنى قد أعاد هذه الأمثلة في موضع آخر من كتابه على أنها من التأكيد بالصفة؛ وذلك أنه قد عقد باباً "في الاحتياط" بين فيه أن العرب إذا أرادت المعنى مكنته، وأحتاطت له؛ وأن من ذلك الاحتياط: التوكيد، وأنه على ضربين:

أحدهما: تكرير الأول بلفظه؛ نحو: قام زيد قام زيد.

والثاني: تكرير الأول بمعناه؛ وأنه على ضربين: أحدهما للإحاطة والعموم والآخر: للتثبيت والتمكين؛ فالأول: كقولنا: قام القوم كلهم، والثاني نحو قولك: قام زيد نفسه.

ثم قال: وقد يؤكد بالصفة، كما تؤكد هي؛ نحو قولهم: أمس الدابر،


(١) النحل ٥١
(٢) النجم ٣٠
(٣) الكامل ٢/ ١٥٤ والأغاني (بولاق) ٦/ ١٥٤

<<  <   >  >>