للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا تجد أن (هل) - هنا - على الرأي الأول بمعنى (قد) أي: التحقيق، وعلى رأي ابن جنى، يكون معناها قريباً من معنى التقرير.

وقد تدخل همزة الاستفهام على (هل) فتخرجها عن معنى الاستفهام، إلى الخبر، وتكون - حينئذ - بمعنى (قد)، أي للتحقيق، لأنها، لو بقيت على الاستفهام، لا امتنع ملاقاتها لهمزته لاستحالة اجتماع حرفين لمعنى واحد، وذلك كقول زيد الخيل الطائي في إغارته على بني يربوع (١).

سائل فوارس يربوع بشدتنا ... أهل رأونا بسفح القف ذي الأكم؟ !

أي: سائل هؤلاء الفوارس عن شجاعتنا، فقد رأوا شجاعتنا بذلك المكان!

[٢ - التقرير]

قد تخرج الهمزة عن معنى الاستفهام إلى معنى التقرير، والتقرير ضرب من الخبر، وذلك ضد الاستفهام.

وهمزة التقرير إذا دخلت على النفي صار إثباتاً، وإذا دخلت على الإثبات صار نفياً.

فمن دخولها على النفي الذي صار إثباتاً: قول جرير (٢):


(١) الخصائص ٢/ ٤٦٣، وشواهد المغني للبغدادي ٢/ ٥٢٧ والخزانة ٤/ ٥٠٦
(٢) شرح ديوان جرير (ط دار الأندلس ببيروت) صـ ٩٨

<<  <   >  >>