للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دخله النفي (١). ويرتب على هذا، العلامة الدسوقي (٢). أنه يصح أن يقال: إن الهمزة فيه للتقرير، كما يصح أن يقال: إنها للإنكار، ومثله قول الله تعالى "ألم نشرح لك صدرك؟ ! " و"ألم يجدك يتيما فآوى؟ ! ، فقد يقال: إن الهمزة للإنكار. وقد يقال: إنها للتقريرن وكلاهما حسن.

[٤ - تجاهل العارف]

يذكر ابن جنى أن أوصاف الشعراء، في غزلهم، إذا جاءت على طريق الشك كانت أعذب للفظ، وأقرب إلى تقبل القول

فمذهبهم في الغزل ونحوه: أن يظهروا شكا، وتخالجا، ليظهروا قوة الشبه، استجكام الشبهه، ولا يقطعوا قطع اليقين ألبته، فينسبوا بذلك إلى الإفراط، وغلو الاشتطاط، وإن كانوا هم ومن بحضرتهم، ومن يقرا من بعد أشعارهم، يعلمون أن لا حيرة هناك ولا شبهة، ولن كذا خرج الكلام على الإحاطة بمحصول الحال (٣)،

ولهذا قال ذو الرمة

أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقا أأنت أم أم سالم؟ !

وهذا مما لا يشك أحد، في أن كلامه ههنا قد خرج مخرج الشك، لما فيه من عذوبته، وظرف مذهبه.

ومنه قول الأخير:

أقول لظبي يرتعي وسط روضة ... أأنت أحو ليلي؟ فقال يقال!


(١) الإيضاح ٨٣
(٢) حاشية الدسوقي (شروح التلخيص) ٢/ ٢٩٧
(٣) الخصائص ٢/ ٤٥٩.

<<  <   >  >>