للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الأسلوب هو ما يسمى عند البلاغيين بتجاهل العارف، وقد وضعوه في علم البديع، ولكنه - وإن كان أسلوباً من أساليب البديع - إلا أنه قد خرج فيه الاستفهام عن معناه الحقيقي إلى معان أخرى مجازبة.

وقد ذكر ابن جنى أن المستفهم عن الشيء قد يكون عارقا به مع استفهامه في الظاهر عنه لكن غرضه في الاستفهام أشياء، ومنها:

١ - أن يرى المسئول إنه خفى عليه ليسمع جوابه عنه.

٢ - أن يتعرف حال المسئول، هل هو عارف بما السائل عارف به.

٣ - أن يرى الحاضر غيرهما أنه بصورة السائل المسترشد، لما له في ذلك من الغرض،

٤ - أن يعد ذلك لما بعده مما يتوقعه، حتى إن حلف بعد أنه قد سأله عنه حلف صادقاً، فأوضح بذلك عذراً (١).

وقد ذكر العلامة السبكي (٢). أنه قد جاء في المصباح، أن الاستفهام قد يأتي للمبالغة في المدح كقوله:

بدا، فراغ فؤادي حسن صورته ... فقلت: هل ملك ذا الشخص أم ملك؟

أو في الذم، كقول زهير:

وما أدرى وسوف إخال أدرى ... أقوم آل حصن أم فساء؟ !


(١) الخصائص ٢/ ٢٦٤
(٢) عروس الإفراح (شروح التلخيص) ٢/ ٣٠٦

<<  <   >  >>