للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيما وضعت له في إصطلاح به التخاطب، وعرف المجاز بأنه: الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح به التخاطب، على وجه يصح، مع قرينة عدم إرادته (١).

وقد زاد الخطيب هنا، وجود القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي للكلمة ليخرج الكناية من حيز المجاز.

وأما قوله: (على وجه يصح) فقد قصد به اشتراط وجود العلاقة (٢) بين المعنيين الحقيقي والمجازي، فهو ترجمة لقول عبد القاهر: لملاحظة بين الثاني والأول.

[الفرق بين الحقيقة والمجاز]

يفرق ابن جنى بينهما، بأن المجاز، إنما يقع، ويعدل إليه عن الحقيقة، لمعان ثلاثة، وهي: الاتساع، والتوكيد، والتشبيه، فإن عدمت هذه الأوصاف كانت الحقيقة ألبته.

وبهذا الفرق بين الحقيقة والمجاز، أدخل التشبيه في حيز المجاز.

ويمثل ابن جنى للمجاز، بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الفرس: هو بحر، فالمعاني الثلاثة موجودة فيه:

أما الاتساع، فلأنه قد زاد في أسماء الفرس التي هي: فرس، وطرف، وجواد ونحوها: البحر، حتى إنه إن احتج إليه في شعر، أو سجع، أو اتساع، استعمل استعمال بقية تلك الأسماء، لكن لا يقضي إلى ذلك إلا بقرينة تسقط الشبهة، وذلك كأن يقول الشاعر:


(١) الإيضاح ١٥٣
(٢) شرح السعد ٤/ ٢٦

<<  <   >  >>