كان ابن جنا محباً لشعر أبي الطيب المتنبي، إذ هو يستشهد به كثيراً في خصائصه، على المعاني والأغراض؛ فقد التقى به، في حلب عند سيف الدولة الحمداني، وفي شيراز عند عضد الدولة بن بويه.
وقد قرأ ابن جنى على المتنبي ديوانه؛ يقول البديعي: قال أبو الفتح ابن جنى: كنت قد قرأت ديوان المتنبي عليه، فلما وصلت إلى قوله:
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب ... وأعجب من ذا الهجر، والوصل أعجب
وقوله:
وأخلاق كافور إذا شئت مدحه ... وإن لم أشأ تملى علي وأكتب
إذا ترك الإنسان أهلاً وراءه ... ويمم كافوراً فما يتغرب!
فقلت له: يعز علي أن يكون هذا الشعر، في ممدوح غير سيف الدولة، فقال حذرناه، وأنذرناه؛ فما نفع فيه الحذر، ألست القائل فيه:
أخا الجود: أعط الناس ما أنت مالك ... ولا تعطين الناس ما أنا قائل؟
فهو الذي أعطاني لكافور بسوء تدبيره، وقلة تمييزه (١)
وواضح أن قراءة ابن جنى على المتنبي ديوانه كانت بعد هروبه من مصر وهجائه لكافور.
ويورد البديعي قصة تدل على إعجاب ابن حنى بشعر المتنبي فيقول: