للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما أخذ ابن جنى بعد ذلك عن كثير من رواة اللغة والأدب كأبي بكر محمد بن الحسن المعروف بابن مقسم، وهو من القراء وكان راوية ثعلب، وقد روى ابن جنى عنه أخبار ثعلب، وعلمه، وأبو الفرج الأصفهاني صاحب الأغاني المتوفى ٣٥٦ هـ وأبي بكر محمد بن هرون الروباني عن أبي حاتم السجستاني، ومحمد بن سلمة عن أبي العباس المبرد.

وممن أخذ عنهم من الأعراب، ممن لم تفسد لغتهم: أبو عبد الله محمد بن العساف العقيلي التميمي.

وقد كانت له رحلات في طلب العلم، يدل عليها ما يقوله في إجازة أثبتها ياقوت في ترجمته "وما صح عنده - أيد الله - من جميع رواياتي، مما سمعته من شيوخي - رحمهم الله، وقرأته عليهم بالعراق، والموصل، والشام، وغير هذه البلاد التي أتيتها، وأقمت بها"

ومن رواياته التي انتفع بها ابن منظور؛ ما قاله ابن جنى أخبرنا أبو صالح السليل، بن أحمد بن عيسى بن الشيخ، قال:

حدثنا عبد الله محمد بن العباس اليزيدي، قال: حدثنا الخليل بن أسد النوشجاني، قال: حدثنا محمد بن يزيد بن ريان، قال أخبرني رجل عن حماد الراوية، قال: أمر النعمان، فنسخت له أشعار العرب في الطنوج - قال: وهي الكراريس، - ثم دفنها في قصره الأبيض، فلما كان المختار ابن عبيد، قيل له: إن تحت القصر كنزاً، فاحتفره، فأخرج تلك الأشعار فمن ثم أهل الكوفة أعلم بالشعر من أهل البصرة (١)


(١) لسان العرب مادة (طنج)

<<  <   >  >>