للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن أصبح بلا نسب ... فعلمي في الورى نسى

على أني أؤول إلى ... قروم، سادة نجب

قياصرة إذا نطقوا ... أرم الدهر، ذو الخطبب

أولاك دعا النبي لهم ... كفى شرفاً دعاء نبي

وقد نشأ ابن جنى بالموصل، وتعلم النحو بها، وممن أخذ عنهم في النحو أحمد بن محمد الموصلي الشافعي المعروف بالأخفش، وقرأ الأدب في صباه على أبي علي الفارسي وصحبه أربعين عاماً، وكان سبب صحبته لأبي على أن أبا علي قد سافر إلى الموصل، فدخل إلى الجامع، فوجد أبا الفتح عثمان ابن جنى يقرأ النحو وهو شاب، وكان بين يديه متعلم، وهو يكلمه في قلب الواو ألفاً نحو: قام، وقال، فاعترض عليه أبو علي فوجده مقصراً، فقال له أبو علي: زببت قبل أن تحصرم، ثم قام أبو علي ولم يعرفه ابن جنى، وسأل عنه فقيل له: هو أبو علي الفارسي النحوي، فأخذ في طلبه فوجده ينزل إلى السميريه، يقصد بغداد فنزل ممه في الحال ولزم وصاحبه من حينئذ إلى أن مات أبو علي، وخلفه ابن جنى، ودرس النحو ببغداد، وأخذ عنه.

وكان تبحر ابن جنى في علم التصريف، لأن السبب في صحبته لأبي علي، وتغربه عن وطنه، ومفارقة أهله، مسألة تصريفية (١)

ويبدوا أن ذلك اللقاء كان في سنة ٣٢٧ هـ وهي السنة التي أغار فيها معز الدولة بن بويه على الموصل، ولعل أبا علي الفارسي كان في ركبه في تلك الغزوة


(١) نزهة الألباء ٢٢٢
(٢) تاريخ الأمم الإسلامية ٣٨٣

<<  <   >  >>