للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما للصلاة دعا المنادى ... نهضت، وكنت منها في غرور

والفصل هنا مبنى على أن (لما) اسم بمعنى "حين" مضاف إلى جملة: (دعا المنادى) والعامل فيه "نهضت".

[أمثلة للفصول والتقديم والتأخير]

من ذلك قول الشاعر:

فقد - والشك بين لي، عناء - ... بوشك فراقهم، صرد يصيح

أرداد: فقد بين لي صرد يصيح بوشك فراقهم، والشك عناء:

فقد فصل فيه بين (قد) والفعل: (بين)؛ وفصل بين المبتدأ الذي هو "الشك" وبين الخبر الذي هو (عناء) بقوله: (بين لي). وفصل بين الفعل الذي هو: (بين) وبين فاعله الذي هو: (صرد) بخبر المبتدا الذي هو (عناء)، وقدم قوله: (بوش فراقهم) وهو معمول (يصبح) ويصيح صفة لصرد، على صرد وتقدم الصفة أو ما يتعلق بها على موصوفها، قبيح.

وقد ذكر ابن جنى هذا البيت في مكان آخر من الخصائص، وأورد بعده بيتاً آخر هو غاية في التعقيد قائلاً: "وأغرب من ذلك وأفحش، وأذهب في القبح؛ قول الآخر:

لها مقلتا حوراء طل خميلة ... من الوحش ما تنفك ترعى عرارها

أراد: لها مقلتا حوراء من الوحش ما تنفك ترعى خميلة طل عرارها،

<<  <   >  >>