للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المعاني المجازية للاستفهام]

جاءت المعاني المجازية للاستفهام على لسان ابن جنى في خصائصه من خلال الأبواب التي عقدها لدراسة اللغة؛ ومن هذه الأبواب:

١ - باب في إقرار الألفاظ على أوضاعها الأول، ما لم يدع داع إلى الترك والتحول، وعلى هذا فإن الاستفهام الذي جاء به، إذا كان قد خرج عن معناه؛ فإنما ذلك لداع دعا إليه، وهو ما يسمى عند البلاغيين بالأغراض والمقاصد (١).

٢ - باب في التفسير على المعنى دون اللفظ؛ ومعنى هذا أن اللفظ قد يكون في صورته استفهاماً، ولكن معناه قد يخرج إلى الخبر، وهو موضع - كما يقول ابن جنى - قد اتعب كثيراً من الناس، واستهواهم، ودعاهم إلى سوء الرأي والاعتقاد، تعلقهم بظواهر هذه الأمان دون أن يبحثوا عن سر معانيها، ومعاقد أغراضها (٢).

٣ - باب في نقض الأوضاع، إذ ضامها طارئ عليها، ومن ذلك: لفظ الاستفهام، إذا انضم إليه معنى التعجب صار خبراً؛ ولفظ الواجب إذا لحقته همزة التقرير عاد نفياً، وإذا لحقه لفظ النفي عاد إيجاباً أما تلك المعاني المجازية، التي جاءت على لسان ابن جنى للاستفهام؛ في كما يلي

[١ - التحقيق]

فأما (هل): فقد أخرجت عن بابها، وهو الاستفهام، إلى معنى


(١) الخصائص ٢/ ٤٦٢
(٢) الخصائص ٣/ ٢٦٠
(٩ - الخصائص)

<<  <   >  >>