والأغراض التي تقصدها، أما معاني الإعراب، فإنه قد قصد بها ما يهم النحويين من المعاني الخاصة بإعراب الكلام.
أما القسم الأول - وهو الخاص بمعاني العرب - فهو مبحث بلاغي بحت، ولهذا نقله ابن الأثير في المثل السائر، وسماه: الطرد والعكس (١)؛ ولم يزد على ما قاله ابن جنى شيئاً!
وأما القسم الثاني - وهو الخاص بمعاني الإعراب، فإنه مبحث نحوي بحت، وليس موضوع بحثنا.
وقد ذكر ابن جنى - كما رأيت - أن غلبة الفروع على الأصول - لا يأتي إلا والغرض منه المبالغة.
ثم ذكر أن مما جاء فيه للعرب قول ذي الرمة:
ورمل كأوراك العذارى قطعته ... إذا ألبسته المظلمات الحنادس
ثم قال: أفلا ترى ذا الرمة، كيف جعل الأصل فرعاً، والفرع أصلاً؟ وذلك أن العادة والعرف في نحو هذا: أن تشبه أعجاز النساء بكثبان الأنقاء، ألا نرى إلى قوله:
ليلى قضيب تحته كئيب ... وفي القلاد رشا ربيب
وإلى قول ذي الرمة - أيضاً - وهو من أبيات الكتاب-:
ترى خلفها نصفاً، قناة قويمة ... ونصفاً نقاً، يرتج، أو يتمرمز