للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والآخر: أنه يمثل له مما مثل له ابن جنى، وهو قول الله تعالى، "فلا أقسم بمواقع النجوم، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم، إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون" ثم يقول: ففي هذا الكلام اعتراضان: أحدهما: هو قوله: وإنه لقسم لو تعلمون عظيم وذلك اعتراض بين القسم الذي هو: فلا أقسم بمواقع النجوم، وجوابه الذي هو: إنه لقرآن كريم، وفي نفس هذا الاعتراض اعتراض آخر بين الموصوف الذي هو (قسم) وبين صفته التي هي، (عظيم) وهو قوله: لو تعلمون، فذلك اعتراضان كما ترى (١).

وقد عرف الخطيب الاعتراض بقوله هو أن يؤتى في أثناء كلام، أو بين كلامين متصلين معنى بجملة أو أكثر، لا محل لهما من الإعراب، لنكتة سوى دفع الإيهام، كالتنزيه والتعظيم، وكالدعاء، وكالتنبيه، ثم مثل بالآيات الكريمة السابقة لما جاء في الاعتراض بأكثر من جملة (٢).


(١) المثل السائر ٢٤٥
(٢) الإيضاح ١١٧

<<  <   >  >>