للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما سبق، من معنى الثبات، أو الانتقال وكذلك، الضرب، والقتل: نفس اللفظ يفيد الحدث فيهما، ونفس الصيغة تفيد فيهما صلاحهما للأزمنة الثلاثة.

وكذلك اسم الفاعل: نحو قائم وقاعد لفظه يفيد الحدث الذي هو القيام والقعود، وصيغته وبناؤه يفيد كونه صاحب الفعل.

وكذلك قطع وكسر: فنفس اللفظ ههنا، يفيد معنى الحدث، وصورته تفيد شيئين أحدهما، الماضي، والآخر: تكثير الفعل.

كما أن ضارب يفيد بلفظه الحدث، وببنائه الماضي، وكون الفعل من اثنين، وبمعناه على أن له فاعلاً (١).

فالدلالات - عند ابن جنى - هي: اللفظية، والصناعية، والمعنوية وهو يمثل لها بجميع الأفعال: فدلالة الفعل على الحدث - أي المصدر - في رأيه - هي اللفظية؛ ودلالته على زمانه هي: الصناعية، ودلالة معناه على فاعله، هي المعنوية.

غير أنه وجد أن الدلالة المعنوية لاحقة بعلوم الاستدلال، لأنك حين تسمع (ضرب) تعرف حدثه وزمانه، ثم تفكر بعد ذلك فيمن وقع منه الضرب من موضع آخر، لا من مسموع الضرب.

ومن هنا تجد: أن الدلالة اللفظية، غير الدلالة المعنوية؛ وهي التي يسميها عبد القاهر، الدلالة العقلية، لأن طريقها هو العقل.

وقد فرق عبد القاهر بين الدلالتين: اللفظية والعقلية - وهو يفرق


(١) الخصائص ٣/ ١٠١.
(١٠ - الخصائص)

<<  <   >  >>