للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أودى ودهم إذ أزمعوا الـ ... بين والأيام حال بعد حال

فانصرف عنهم بعنس كالوأى الـ ... جأب ذي العانة أو شاة الرمال

نحن قدنا من أهاضيب الملا الـ ... خيل في الأرسال أمثال السعالي

شرباً يعسفن من مجهوله الـ ... أرض وعثا من سهول أو رمال

فانتجعنا الحارث الأعرج في ... جحفل كالليل خطار العوالي

إلى أن أتم القصيدة كلها، رقادها على أن آخر مصراع كل بيت منها منته إلى لام التعريف، غير بيت واحد، وهو قوله:

فانتجعنا الحارث الأعرج

فصار هذا البيت الذي نقض القصيدة أن تمضي على ترتيب واحد هو أفحر ما فيها - على حد تعبير ابن جنى - وذلك لأنه دل على أن هذا الشاعر. إنما تساند إلى ما في طبعة، ولم يتجشم إلا ما في نهضته ووسعة، من غير اغتصاب له، واستكراه ألجأه إليه، إذا لو كان ذلك على خلاف ما حددناه، وأنه إنما صنع الشعر صنعاً، وقابله بها ترتيباً ووضعاً، لكان قمنا ألا ينقض ذلك كله يبيت واحد يوهيبه ويقدح فيه (١) وهذا واضح.

ومما ذكره ابن جنى غير تلك الأنواع التي يلتزم فيها الشاعر بما لا يلزمه: التزامه بحرف التأسيس في القافية، والتزامه بحركة ما قبل الروى، والتزامه بأن تكون الكلمة التي بها القافية معربة إعراباً واحداً وهكذا.


(١) الخصائص ٢/ ٢٥٨

<<  <   >  >>